إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

437 ـ عبدالحميد الثاني: (1842 ـ 1918)

السلطان عبدالحميد الثاني بن السلطان عبدالمجيد الأول. أحد سلاطين الدولة العثمانية، (1876 ـ 1909م). ولد في 21 سبتمبر 1842، بإسلامبول (استنبول) وتولى السلطة بعد موت أبيه عبدالمجيد الأول، وعزل أخيه السلطان مراد الخامس المختل عقلياً، في 31 أغسطس 1876، وذلك بتدبير من الوزراء الإصلاحيين بقيادة مدحت باشا الذي أصبح رئيساً للوزراء، وكان وراء إصدار أول دستور عثماني في 23 ديسمبر 1876، وكانت الدولة العثمانية حينذاك على حافة الهاوية، تتهددها المخاطر من كل جانب، لا سيما فتن القوميات وتفاقم أزمة الديون وضعف الجيش. وأدى ذلك تمكنت الدول الأوربية من احتلال تونس عام 1881م، ومصر عام 1882م، والروملي (بلغاريا الجنوبية) عام 1885م.

يعتبر أحد أشهر سلاطين بني عثمان، وأكثرهم دهاء وحنكة، وأشدهم مقاومة للتدخل الغربي في شؤون إمبراطوريته المتداعية إلي السقوط. وامتاز حكم عبدالحميد بالرقابة الشديدة، بواسطة نظام من المخبرين السريين، والسهر بنفسه علي مجمل قضايا الدولة، إلا أنه كان شكاكا بطبعه لا يثق بالآخرين ولا يطمئن لأحد.

كان من أبرز مجهودات السلطان عبدالحميد في مواجهة هذه المخاطر:

  1. الدعوة إلى وحدة المسلمين تحت ما سمّاه (الجامعة الإسلامية) لمواجهة الأعداء المتربصين بهم.
  2. رفض كلّ إغراءات اليهود والصهاينة في تقديم المساعدات الفنّية والمادية لدولته مقابل أن يسمح لهم بالهجرة إلى فلسطين. ولم تخدعه كل الوسائل والأساليب التي استخدموها للوصول إلى أهدافهم البعيدة. ورفض التنازل عن شبر من أرض فلسطين لليهود الصهاينة.
  3. أراد ربط العالم الإسلامي بشبكة من السكك الحديدية لتحقيق الوحدة الاندماجية بين شعوبه. فبدأ بمشروع سكة حديد الحجاز الذي تم إنجازه حتى المدينة المنورة عام (1908). ودمره الإنجليز في الحرب العالمية الأولى حتى لا يستخدمه العثمانيون في تحركاتهم العسكرية ضد الحلفاء.

وعمل اليهود مع دعاة القومية الطورانية (الذين يهدفون إلى توحيد جميع الشعوب ذات التراث التركي المشترك في دولة واحدة) في التخطيط لإزاحة السلطان عبدالحميد لمواقفه المعروفة منهم، ولعب يهود الدونمة دوراً ملحوظاً في حركة تركيا الفتاة وبين مجموعة الضباط التي انقلبت علي عبدالحميد من خلال الاتحاد والترقي، ونجحوا في أبريل 1909. ونصبّوا مكانه أخاه محمد رشاد لاستجابته لهم.

وعلى الرغم من ضعف الدولة في عهودها الأخيرة، إلاّ أن السلطان عبدالحميد استطاع أن يقدم خدمات جليلة لبلاده. فقد حفظ الدولة بعد الحرب الروسية التركية من أن تفقد المزيد من أراضيها في أوروبا طوال حكمه. وأخمد تمرداً في تكريت (بالعراق) وهزم اليونان حينما تدخلت لدعمها. وقام بإنشاء دوراً للمعلمين والمعلمات ومدارس اللغات ومدرسة الفنون النسوية والمدارس الإعدادية والثانوية في الولايات والعاصمة. وأنشأ دار العلوم السياسية والجامعة بكافة فروعها. وأعاد تنظيم وزارة العدل بشكل طور المحاكم المدنية والتجارية، وافتتح متحف الآثار الشرقية والمتحف العسكري وعدداً من المكتبات، ومدرسة الطب. وأسس مستشفى الأطفال ودار العجزة من ماله الخاص. وأنشأ مركز البريد ومدّ أنابيب مياه الشرب للعاصمة. وأنشأ الغرف الزراعية والتجارية والصناعية ومعمل الخزف. وقام بعدة إصلاحات في الولايات المختلفة.

نفي السلطان عبدالحميد الثاني إلى سلانيك Salonika ( في اليونان) تحت حراسة أفراد من جمعية الاتحاد والترقي ثم أعيد إلى إستنبول ليبقى سجيناً في قصره إلى أن توفي في 10 فبراير 1918.